«تختلف النظرية المنطقية باختلافِ الأساس الذي ينبني عليه العلم في العصر
المعيَّن؛ فكلما غيَّر العلم من أساسه، تغيَّرت معه نظرية المنطق؛ وذلك لأنَّ
المنطق إنْ هو إلا تحليل لمفاهيم العلم وطرائقه، تحليلًا يُبرِز صورَها؛ فقد
كان العلم عند اليونان قائمًا على فلسفةٍ بعينها في الوجود، وجاء المنطق
الأرسطي صورةً أمينة دقيقة له؛ فإذا كان العلم المعاصر يقوم على أساسٍ مختلفٍ
أشدَّ الاختلاف عن أساس العلم اليوناني، تَحتَّم أن تتغير النظرية المنطقية
تبعًا لذلك.»